مقعد القطار رقم 9

صورة
لم يكن يوم الثلاثاء يحمل أي مفاجآت بالنسبة لـ"سليم"، شاب ثلاثيني يعمل كمصمم جرافيك حر، يقيم في عمّان، ويقضي يومه بين شاشته المضيئة وفناجين القهوة المتناثرة على الطاولة. ومع الوقت، تحولت رحلته الأسبوعية إلى إربد بالقطار، كل ثلاثاء، إلى عادة مملة لكنه مضطر لها، فهناك مشروع تصوير خاص يتابعه لأحد المعارض الفنية. كان يركب القطار نفسه، في التوقيت نفسه، ويجلس دوماً في مقعده المفضل: رقم 9، بجانب النافذة، حيث يستطيع أن يغرق في عالمه الخاص ويهرب من صخب الواقع. في أحد تلك الصباحات الرمادية، وبينما كان يخطو خطواته المألوفة نحو المقعد، لاحظ شيئًا غريبًا. فتاة شابة تجلس في مقعده، أو على الأقل المقعد الذي أصبح يعتبره ملكًا شخصيًا له. كانت ترتدي معطفًا رماديًا واسعًا، وشعرها مرفوع بخفة، وعيناها مثبتتان على رواية مفتوحة بعنوان "وتلك الأيام". جلس بجانبها بصمت بعد أن تحقق من رقم تذكرته مرتين، ثم همس لها بلطف: "أعتقد إنك قاعدة بمكاني…" رفعت الفتاة عينيها إليه، وبابتسامة هادئة ردت: "آه؟ أوه، آسفة، بس أنا همّ تذكرتي 9B. أنت 9A، على الجهة الثانية." ضحك سليم بهدوء. لم ي...

"أنغام الشعر في رحلة ليان"

 

 بنت الناصرية

الفصل الأول: روح ليان

ليان، ابنة الناصرية، كانت تعرف بابتسامتها التي لا تغيب وطيبتها التي لا تنتهي. في العشرينات من عمرها، كانت تتجول في شوارع مدينتها بخطى تعبر عن شغفها وحبها للحياة. تعمل ليان في مكتبة محلية، وهي المكان الذي وجدت فيه ملاذاً لروحها بين الكتب والمخطوطات القديمة، خصوصاً تلك التي تعود إلى عصور الشعر العربي الذهبية.

الفصل الثاني: حلم الرحلة

ذات مساء، بينما كانت ليان ترتب الكتب في ركن الشعر، وقعت عيناها على ديوان شعر للمتنبي. شدتها الأبيات وأحست برغبة عارمة في استكشاف الأماكن التي سافر إليها الشعراء وكتبوا عنها. من هنا بدأت فكرة رحلة استكشافية تتبلور في ذهن ليان.

الفصل الثالث: الاستعداد للرحلة

بعد أشهر من التخطيط والتحضير، حزمت ليان حقيبتها، وقررت أن تبدأ رحلتها من بغداد، مروراً بالمدن التي هام فيها الشعراء القدامى. ودعت عائلتها بقلب مليء بالأمل والحماس، ووعدتهم بأن تعود محملة بالقصص والأشعار.

الفصل الرابع: بغداد وروح الشعر

في بغداد، زارت ليان المقاهي التي كان يجتمع فيها الشعراء، والأزقة التي كانت مسرحاً لقصائد لا تزال تتردد صداها في الأذهان. كل مكان كان يروي قصة، وكل قصة كانت تلهم ليان أبياتاً جديدة. كتبت في دفترها الصغير ما تستلهمه الأماكن من مشاعر وأفكار.

الفصل الخامس: العودة إلى الناصرية

عادت ليان إلى الناصرية بعد أشهر من الرحلات. كانت مليئة بالحكايات والأشعار التي جمعتها من كل مكان زارته. قررت أن تنظم أمسيات شعرية في المكتبة التي تعمل بها، لتشارك ما تعلمته وما شعرت به مع أهل مدينتها.

الفصل السادس: ليان، الراوية

تحولت ليان إلى رمز من رموز الثقافة في الناصرية، حيث بدأ الناس يتجمعون لسماع قصائدها وحكاياتها عن الأماضي والشعراء العظام. سرعان ما أدركت أن رحلتها لم تكن فقط لاستكشاف الأماكن، بل كانت رحلة في أعماق اللغة والروح. ليان، التي بدأت مجرد قارئة في مكتبة صغيرة، أصبحت مصدر إلهام للشباب والكبار على حد سواء.

الفصل السابع: إرث ليان

مع مرور الوقت، قررت ليان أن تجمع كتاباتها وتجاربها في كتاب يحمل عنوان "روح الشعر في رحلتي". أرادت أن تترك شيئاً يلهم الأجيال القادمة، كما ألهمتها القصائد التي قرأتها في صغرها. كتابها لقي استحساناً كبيراً وأصبح مرجعاً للكثيرين ممن يرغبون في استكشاف الأدب الشعري العربي وأثره في الثقافة المعاصرة.

الفصل الثامن: رسالة ليان

في نهاية روايتها، تركت ليان رسالة لقرائها: "السفر عبر الشعر ليس فقط رحلة بين الصفحات، بل هو رحلة عبر الزمان والمكان، ورحلة داخل النفس. الشعر يعلمنا كيف نرى العالم بعيون مختلفة، وكيف نسمع أصواتاً قد تكون غير مسموعة للآخرين. دعوا الشعر يرشدكم، ودعوا القصائد تكون بوصلتكم."

الخاتمة

"بنت الناصرية" ليست مجرد قصة عن فتاة تحب الشعر، بل هي قصة عن كيفية تأثير الشعر في حياة الإنسان وكيف يمكن للكلمات أن تغير مصائر. ليان، بطلة قصتنا، بدأت كفتاة تبحث عن معنى في الأبيات الشعرية وانتهت كشاعرة تمنح الآخرين الأمل والإلهام. وبهذا، تركت بصمة لا تُمحى في قلوب أهل الناصرية وكل من قرأ قصتها.



تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"القلعة المهجورة: رحلة البقاء على قيد الحياة"

"ظلال أركانتا: سر الأومبرا".

الغابة المسكونة